ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال الراغب الأصفهاني:«{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[آل عمران: ١٢٧]، أي يهلك جماعة منهم»(١).
[نتيجة الدراسة]
[تحصل من تلك الدراسة، صحة الوجوه الأحد عشر وهي]
الوجه الأول: الفصل والإبانة. ودل عليه قوله تعالى:{فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}[المائدة: ٣٨]، وشهد له حديث عائشة، وقوله تعالى:{لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ}[الأعراف: ١٢٤]، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة كما قال ابن فارس.
الوجه الثاني: الجرح والخدش. ودل عليه قوله تعالى:{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}[يوسف: ٣١]، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم القطع الجرح والخدش.
الوجه الرابع: قطع الرحم والقرابة. ودل عليه قوله تعالى:{وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}[البقرة: ٢٧]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ؛ كما قال الخليل.
الوجه الخامس: التفرق في الدين. ودل عليه قوله تعالى:{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}[الأنبياء: ٩٣]، ومأخذه التعبير عن الشيء بنتيجته.
الوجه السادس: التشتيت. ودل عليه قوله تعالى:{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا}[الأعراف: ١٦٨]. وتقدم التنبيه على أنه في كتاب ابن الجوزي (الشديد) والصحيح (التشتيت)، ومأخذه تفسير الشيء بسببه لأن سبب التقطيع هو التشتيت، ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني لأن لفظ الجمع في الأمم يشعر بالوجه.