للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القصص: ٥٧]، والسنة {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠]، والإصلاح {أَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: ٥٢]، والإلهام {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: ٥٠]، والتوبة {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْك} [لأعراف: ١٥٦]، والإرشاد {أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: ٢٢].ويستمر عرض الكتاب في بيان الوجوه والمعاني المتعددة للألفاظ التي وردت في القرآن الكريم بأكثر من معنى (١).

[مادته العلمية]

مقاتل بن سليمان هو السابق في هذا العلم فلم يعرف قبله أحد ألف فيه (٢)، فكتابه أصل معتمد، وكل من جاء بعده عالة عليه، إلا أن يستدركوا وجهاً لم يقل به، أو نظيراً لم يذكره.

ومادة هذا الكتاب، أن يذكر اللفظة من القرآن ويورد لها معاني مختلفة باختلاف سياقات النصوص القرآنية، ويجعل كل معنىً والآيات التي تدخل فيه على حدة، فتسمى تلك المعاني وجوهاً، وتسمى كل آيات داخلة في معنى واحد نظائر؛ لأن معنى اللفظ في الآية نظير معناه في الآية الأخرى.

طريقته في عرض الكتاب وترتيبه:

المتأمل لكتاب (الوجوه والنظائر) لمقاتل بن سليمان يلحظ أن مؤلفه، يذكر اللفظ ثم يذكر عدد وجوهه، ثم بعد ذلك يشرع بذكر الوجوه مع الآيات التي استشهد بها على الوجوه دون تعليق أو شرح لها في لغالب. على هذا النحو:

الاستغفار

تفسير الاستغفار على ثلاثة وجوه: فوجه منها، الاستغفار من الذنوب والشرك، فذلك قوله في هود: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: ٩٠]، وقال في سورة نوح: {يا قوم اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} [نوح: ١٠] يعني من الشرك (إنه كان غفاراً).

والوجه الثاني الاستغفار: يعني الصلاة، فذلك قوله في آل عمران: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: ١٧] وكقوله في الذرايات: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذريات: ١٨].


(١) الوجوه والنظائر ص ٨٩.
(٢) البرهان ١/ ١٣٣ والإتقان ١/ ٣٨١.

<<  <   >  >>