للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: الإصابة.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ} [الأنعام: ٤٠].

الآية الثانية: قوله تعالى: {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا} [يونس: ٥٠].

ولم أقف على من فسر الإتيان في هاتين الآيتين بالإصابة، غير أن السياق القرآني يدل عليه؛ وهو كون الإتيان عذابا؛ ولا يكون العذاب إلا بإصابة المعذبين.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه السياق القرآني.

الوجه الثالث: القلع.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} [النحل: ٢٦].

ومعنى كلام السلف يدل عليه؛ كقول قتادة: «أتاها أمر الله من أصلها فخر عليهم السقف من فوقهم» (١).

وقال به من المفسرين: السمرقندي، والسمعاني، والفخر الرازي، والشنقيطي (٢).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذه السياق القرآني وهو ورود القواعد؛ والإتيان بمعناه في اللغة غير أن اجتماع الإتيان مع القواعد أعطى الوجه.

الوجه الرابع: العذاب.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} [الحشر: ٢].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).


(١) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٨٢.
(٢) تفسير السمرقندي ٢/ ٢٧٠. تفسير القرآن ٣/ ١٦٧. التفسير الكبير ٢٠/ ١٧. أضواء البيان ٢/ ٣٦٦.
(٣) جامع البيان ٢٨/ ٣٨. معالم التنزيل ١٢٩١. الكشاف ٤/ ٤٩٩. المحرر الوجيز ٥/ ٢٨٤. الجامع لأحكام القرآن
١٨/ ٤. البحر المحيط ١٠/ ١٣٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ١٦٣.

<<  <   >  >>