[نتيجة الدراسة]
[تحصل من تلك الدراسة صحة وجوه ستة وهي]
الوجه الأول: المراجعة للزوجة. ودل عليه قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: ٢٢٩]، وقوله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: ٢]، ومأخذه السياق القرآني، ويجوز أن يكون مأخذه تفسير الشيء بسببه لأن سبب الإمساك في الآيتين مراجعة الزوجة.
الوجه الثاني: الحبس. ودل عليه قوله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ} [النساء: ١٥]، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ كما قال ابن فارس.
الوجه الثالث: البخل. ودل عليه قوله تعالى: {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء: ١٠٠]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما قال ابن فارس.
الوجه الرابع: الحفظ. ودل عليه قوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: ٦٥]، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} [فاطر: ٤١]، وقوله تعالى: {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} [الملك: ١٩]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في للغة؛ كما قال الراغب الأصفهاني.
الوجه الخامس: المنع. ودل عليه قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: ٢].
وتقدم أنني لم أقف على من فسر الإمساك بالمنع هنا، والأولى تفسيره بأصل اللفظ في اللغة وهو: الحبس؛ فلا يخرج عنه، وبهذا يعود هذا المثال إلى الوجه: الحبس.
وأما الآية الثانية: قوله تعالى: {هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [الزمر: ٣٨].
فهي صحيحة في الوجه، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم الإمساك المنع، ويجوز أن يكون مأخذه المعنى المشهور للفظ في للغة؛ كما قال الراغب الأصفهاني.
الوجه السادس: الأخذ. ودل عليه قوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: ٢٥٦] وشهد له حديث قيس بن عباد، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم الإمساك الأخذ، ويجوز أن يكون مأخذه تفسير الشيء بما يقاربه لما بين الإمساك والأخذ من التقارب.
الوجه السابع: العمل. ودل عليه قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الزخرف: ٤٣]، ومأخذه تفسير الشيء بنتيجته؛ لأن العمل نتيجة للإمساك.