للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: دراسة وجوه الكلمات القرآنية الواردة على حرف الباء. وفيه ثلاثة مطالب]

[المطلب الأول: دراسة وجوه كلمة البرق]

[باب البرق]

البرق: هو النور اللامع في السحاب. يقال: بَرَقَتِ السماء ورَعَدت.

قال ابن فارس: يقال: برقت السماء فأبرقت. وكل شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو: أبرق. حتى إنهم يسمون العين: برقاء. وأنشدوا:

ومُنْحَدرٍ من رأسِ برقاءَ حطَّهُ ... مخافةُ بَيْنٍ من حبيبٍ مزايلِ (١)

يريد الدمع المنحدر من العين.

[واختلف العلماء في البرق على أربعة أقوال]

أحدها: أنه سوط يضرب به السحاب. روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن اليهود سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن البرق فقال: "مخاريق يسوق بها الملك السحاب" (٢)، وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: هو ضربة مخراق من حديد.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إنه ضربة بسوط من نور.

والثاني: أنه تلألؤ كما حكاه ابن فارس (٣).

[والثالث: أنه قدح اصطكاك أجرام السحاب.]

والرابع: أنه من تحريك أجنحة الملائكة الموكلين بالسحاب حكاهما شيخنا علي بن عبيد الله (٤). والوجه عندنا هو الأول لمكان الأثر (٥).

[وذكر بعض المفسرين أن البرق في القرآن على وجهين]

أحدهما: نور السحاب المذكور. ومنه قوله تعالى: في البقرة: {السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} [البقرة: ١٩].


(١) البيت بلا عزو في مقاييس اللغة ١٠٧. الصحاح (برق).
(٢) أخرجه الترمذي ٥/ ٢٩٤ برقم ٣١١٧ وقال: حسن غريب. والنسائي ٥/ ٣٣٦ برقم ٩٠٧٢.
(٣) مقاييس اللغة ص ١٠٥.
(٤) الإمام العلامة شيخ الحنابلة ذو الفنون أبو الحسن علي بن عبيد الله ابن نصر بن عبيد الله بن سهل بن الزاغوني البغدادي صاحب التصانيف ولد سنة ٤٥٥ هـ، وأكثر عنه ابن الجوزي غي كتابه هذا ومات سنة ٥٢٧ (سير أعلام النبلاء ١٩/ ٦٠٥. ميزان الاعتدال ٥/ ١٧٣).
(٥) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٦٧. مقاييس اللغة ١٠٥. لسان العرب (برق).

<<  <   >  >>