للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكلمة: عند أهل اللغة تقع على القليل والكثير ويدل على ذلك قولهم: قال فلان في كلمته. يريدون في قصيدته، أو رسالته، أو خطبته. وكل واحد من (هذه) يشتمل على كلام طويل وجمل كثيرة. قال: وذكر المفسرون في قوله تعالى: {وَوَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الأعراف: ١٣٧]، أن تفسير هذه الكلمة، قوله: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} إلى قوله تعالى: {يَحْذَرُونَ} [القصص: ٥ - ٦]. قال: فأما الكلمة في مدارس النحويين. فهي عبارة عن اسم فقط، أو فعل فقط، أو حرف فقط (١).

[وذكر بعض المفسرين أن الكلمات في القرآن على سبعة أوجه]

أحدها: الكلمات العشر اللواتي ابتلى اللَّه تعالى بهن إبراهيم وهن خمس في الرأس، وخمس في الجسد. فأما (اللواتي) في الرأس فالفرق والمضمضة والاستنشاق وقص الشارب والسواك. واللواتي في الجسد تقليم الأظافر وحلق العانة ونتف الإبط والاستطابة بالماء والختان. رواه طاووس عن ابن عباس. وهو معنى قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: ١٢٤].

والثاني: الكلمات التي تلقاها آدم من ربه. وهي قوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: ٢٣].

والثالث: القرآن. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ} [الأعراف: ١٥٨].

والرابع: علم اللَّه وعجائبه. ومنه قوله تعالى في الكهف: {أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف: ١٠٩]، وفي لقمان: {مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: ٢٧]، وقيل في هذا الوجه: إنه على ظاهره لأن كلام اللَّه لا ينفد.


(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٨٥٢. وتهذيب اللغة ١٠/ ١٤٧. مقاييس اللغة ص ٨٥٢. والمحكم والمحيط الأعظم ٧/ ٤٩.

<<  <   >  >>