للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: التعريف بهما:

ألف مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة ١٥٠ هـ كتابه الموسوم بـ (الأشباه والنظائر) وضمنه مائة وسبعاً وسبعين لفظة يذكر اللفظة ثم ما فيها من وجوه، وإذا كان للوجه نظائر ذكرها، وإن لم يكن لها نظائر اكتفى بذكر آية واحدة.

وألف أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ هـ كتابه الموسوم بـ (نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر) وضمنه ثلاث مائة وأربعاً وعشرين لفظة، يذكر أولاً معنى اللفظة في اللغة ثم ما فيها من وجوه.

وحيث تم دراسة الوجوه والنظائر في كتاب مقاتل من قبل الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي، فإني قمت بدراسةٍ لما لم يدرس منها في كتاب ابن الجوزي.

ثانياً: وجه اختيار دراسة كتاب الوجوه والنظائر لابن الجوزي:

١ - مكانة ابن الجوزي وتضلعه في التفسير والوجوه والنظائر.

٢ - حسن ترتيبه لكتابه وكونه رتب موضوعات كتابه على حروف الهجاء.

٣ - اعتناؤه بدلالة اللفظ الذي يورده في الوجه من جهة اللغة.

٤ - أن كتابه يعتبر انتقاء لما كتبه من تقدم كما أشار هو إلى ذلك في نهاية كتابه إذ يقول: "فهذا آخر ما انتخبت من كتب الوجوه والنظائر التي رتبها المتقدمون، ورفضت منها ما لا يصلح ذكره" (١).

٥ - أن مؤلف ابن الجوزي في الوجوه والنظائر يعتبر نقلة بالنسبة لمن قبله، سيما أنه زاد على مقاتل ما يقرب من النصف.

٦ - إشارة ابن الجوزي إلى حاجة كتابه إلى تحقيق الوجوه فيه؛ إذ يقول: "وقد تساهلت في ذكر كلمات نقلتها عن المفسرين، لو ناقش قائلها محقق لجمع بين كثير من الوجوه في وجه واحد " (٢).


(١) نزهة الأعين النواظر في الوجوه والنظائر ص ٦٤٣.
(٢) المصدر السابق، ص ٦٤٣.

<<  <   >  >>