للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: ٢٨].

وقال به من المفسرين: ابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان (١).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه السياق القرآني.

وبعد هذا العرض يحسن أن يقال إن بين هذه الوجوه تقارب أحيانا وأحيانا أخر بينها تلازم ومنع من إدراج بعضها تحت بعض أمران؛ رأي المفسر واحتمال الآية.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة أربعة عشر وجها هي]

الوجه الأول: الجنة. ودل عليه قوله تعالى: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: ٢١٨]، وقوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ} [آل عمران: ١٠٧]، وقوله تعالى: {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ} [النساء: ١٧٥]، وقوله تعالى: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء: ٥٧]،، وقوله تعالى: {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} [العنكبوت: ٢٣]، وقوله تعالى: {فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ} [الجاثية: ٣٠]،، وشهد له حديث أبي هريرة، ومأخذه السياق القرآني وتم التنبيه على صفة الرحمة لله تعالى.

الوجه الثاني: الإسلام. ودل عليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ١٠٥]، وقوله تعالى: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} [الإنسان: ٣١]،، ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه الثالث: النبوة. ودل عليه قوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} [الزخرف: ٣٢]،، وقوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [ص: ٩]. ومأخذه تفسير الشيء بسببه لأن من أسباب الرحمة النبوة.


(١) المحرر الوجيز ٥/ ٣٦. الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ٢٠. البحر المحيط ٨/ ٣٣٨. ونقلوه عن المهدوي، والذي يذكره أولئك وغيرهم، وهو منقول عن السُّدي أنه المطر (جامع البيان ٢٥/ ٣٩).

<<  <   >  >>