للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤيده أبو حيَّان، فبعد أن عرض الأقوال المتعددة قال في ترجيح العموم في الآية:

«ولفظ (فرقان) مطلق، فيصلح لما يقع به فرق بين المؤمنين والكافرين في أمور الدنيا والآخرة» (١).

وقال ابن كثير بعد إيراده أقوال السلف ثم قول ابن إسحاق: «وهذا التفسير من ابن إسحاق أعم مما تقدم، وقد يستلزم ذلك كله، فإن من اتقى الله بفعل أوامره، وترك زواجره، وفق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره، ونجاته، ومخرجه من أمر الدنيا، وسعادته يوم القيامة، وتكفير ذنوبه، وهو محوها» (٢).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في تفسير الآيات - وإن لم يكن وحده هو المراد من الآيات ولكن له وجه من التفسير- ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه الثالث: القرآن.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان: ١].

وقال به من السلف: المقداد بن الأسود، والربيع ومجاهد وقتادة.

وقال سعيد بن جبير: خواتيم سورة البقرة (٣).

ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٤).

وأما قول سعيد بن جبير فإنه تفسير بالمثال. فيكون من قبيل اختلاف التنوع بين السلف.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في تفسير الآيات، ومأخذه السياق القرآني كما يعطيه معنى التنزيل.


(١) البحر المحيط ٥/ ٣٠٨.
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٢٩٦.
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٥٩. والمقداد: ابن عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي حلفا أبو عمر بن الأسود صحابي تبناه الأسود بن عبد يغوث له اثنان وأربعون حديثا كان فارس المسلمين يوم بدر باتفاق، وهاجر إلى الحبشة وشهد المشاهد مات سنة ٣٣ هـ (الاستيعاب ٤/ ١٤٨٠. الإصابة ٦/ ٢٠٢).
(٤) جامع البيان ١٨/ ٢٦٨. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٥٧. معاني القرآن للنحاس ٥/ ٨. معالم التنزيل ص ٩٢١. المحرر الوجيز ٤/ ١٦٩. الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ٤. البحر المحيط ٨/ ٧٩. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٥٨١.

<<  <   >  >>