للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: دراسة الكلمة القرآنية الواردة على ثمانية أوجه.]

[وهي كلمة القتل]

[باب القتل]

قال ابن الجوزي:

«القتل: الفعل المؤدي إلى الموت. والقتال: النفس. تقول قتلت فلاناً، أي: أصبت قتاله. وهي نفسه. والمقاتل: المواضع التي إذا أصيبت قتلت. وقتل فلان فلاناً قتلة سوء. ويقال قتلت الشيء علماً، وقتلت الخمر بالماء: مزجتها. والقتل: العدو. وجمعه: أقتال. وأنشدوا من ذلك:

واعتراني عن عامِر بن لُؤَيٍ ... في بلادٍ كثيرة الأَقْتالِ (١)

ويقال: تقتلت الجارية للرجل حتى عشقها، كأنها خضعت له. وأنشدوا من ذلك:

تَقتَّلْتِ لي حَتَّى إذا ما قتلتِني ... تنسَّكْتِ، ما هذا بفعل النواسِكِ (٢)

ويقال: قلب مقتل، إذا قتله العشق. قال امرؤ القيس:

وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضْرِبي ... بسهمَيْكِ في أعشارِ قَلبٍ مقتَّلِ (٣)


(١) هو لعبد الله بن قيس الرقيات وهو في ديوانه ص ١٢٥. وهو هنا بلفظ (واعتراني) ووقفت عليه في المقاييس ص ٨٤٤ وفي اللسان (قتل) وفي غيرهما (واغترابي)، ولم أقف على هذا اللفظ المثبت، والمعنى أنه اغترب عن القوم لكثرة الأعداء في تلك البلاد.
(٢) بلا نسبة في العين ص ٧٦٨. ومقاييس اللغة ص ٨٤٤. وأساس البلاغة ٢/ ٥٢. ولسان العرب (قتل). ومعناه أن تلك الجارية تثنت له وخضعت وتكسرت حتى إذا ما وقع في عشقها أظهرت توبتها وتركته.
(٣) ديوانه ص ٢٩. ومعناه ما بكيت إلا لتجرحي قلبا معشرا - أي مكسرا - من قولهم برمة أعشار إذا كانت قطعا هذا تأويل ذكره الأصمعي وهو أشبه عند أكثرهم (إعجاز القرآن ١/ ١٧٠).
وامرؤ القيس: ابن حُجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار: أشهر شعراء العرب على الإطلاق. يمانيّ الأصل. مولده بنجد، أو بمخلاف السكاسك باليمن. اشتهر بلقبه، واختلف المؤرخون في اسمه، فقيل حُنْدُج وقيل مليكة وقيل عديّ. وكان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، فلقنه المهلهل الشعر، فقاله وهو غلام (طبقات فحول الشعراء ١/ ٥٢. الشعر والشعراء ١/ ١٠٥).
وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٧٦٨. ومقاييس اللغة ص ٨٤٤. وأساس البلاغة ٢/ ٥٢. ولسان العرب (قتل).

<<  <   >  >>