للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: الخسران في الأمر. ودل عليه قوله تعالى: {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ} [الصافات: ٩٨]. ومأخذه السياق القرآني.

الوجه الثالث: بلوغ أرذل العمر. واستدل له بقوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: ٥]. وتقدمت الإشارة إلى أن في الآية قولاً آخر وهو: رد الكافر إلى النار في أقبح صورة إن لم يؤمن، وتم إيراد من قال به من السلف والمفسرين، ورجحه ابن كثير وانتصر له ابن القيم من خلال وجوه عشرة ذكرها؛ فيكون:

الوجه الثالث: رد الكافر إلى النار إن لم يؤمن ويدل عليه قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: ٥]. ومأخذه السياق القرآني.

[المطلب الرابع: دراسة وجوه كلمة الأغلال]

[باب الأغلال]

قال ابن الجوزي:

«الأغلال: جمع غُلٍّ. والغُلّ: حديدة مستديرة تجعل في عنق الأسير. والغِلُّ - بكسر الغين: الحقد. والغالُّ: الوادي ينبت الشجر، وجمعه غلان، وغَلَّ الرجل: إذا خان لأنه أخذ مختفياً. وأغَلَّت الضيعة فهي مُغِلّة: إذا أتت بشيءٍ وأصلها باقٍ، قال زهير:

فتُغلِل لكم ما لا تغل لأهلها ... قرى بالعراق من قفيز ودرهم (١)

والغِلالَةُ: الثوب الذي يُلبس تحت الثياب. وتغلَّلت بالغالية، وتغليت: إذا جعلتها في أصول الشعر. والغَلَل: الماء الذي يجري في أصول الشجر. والغَلِيل: حرارة العطش. والغَلْغلة: سرعة السير. المغلغلة: الرسالة تغلغل تحت كل شيء حتى تصل. (٢)


(١) ديوان زهير ص ٧٤. وهو: زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني، من مضر، حكيم الشعراء في الجاهلية. وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأُخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة. ولد في بلاد (مُزَيْنَة) بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. (طبقات فحول الشعراء ١/ ٥١. الشعر والشعراء ١/ ١٣٧).
(٢) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٧١٧، ومقاييس اللغة ص ٧٦٨، والمحكم والمحيط الأعظم ٥/ ٣٦٧.

<<  <   >  >>