للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث عشر: الوجه الذي زاده مقاتل: فقال: والناس، الرجال.

ومثل له بقوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: ٥٧].

[وفيه ملاحظتان]

الأولى: (الرجال) هكذا هو في كتاب ابن الجوزي فلعله تصحف أثناء النسخ فكتب

(الرجال) والصحيح (الدجال)؛ وذلك لأمرين:

- أن بعض المفسرين يذكرون أن معنى الناس هنا الدجال كما سيأتي.

- أن الكتب المؤلفة في الوجوه النظائر توجه ذات التوجيه المذكور؛ فقال الحيري، والدامغاني: الدجال، وكلاهما يمثلان بالآية المذكورة (٢).

الثانية: أن باب الناس ليس موجودا عند مقاتل، في النسخة التي بين أيدينا، فإما أن يكون مما سقط من كتاب مقاتل، وإما أن يكون ابن الجوزي استفاد هذه الوجه من تفسير مقاتل حيث قال مقاتل: «يعني بالناس في هذا الموضع الدجال وحده؛ يقول: خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، هما أعظم خلقا من خلق الدجال» (٣).

وقال به من السلف: أبو العالية (٤).

ومن المفسرين: مقاتل بن سليمان، والبغوي، والقرطبي (٥).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه إطلاق اسم الجنس على بعض أفراده.


(٢) وجوه القرآن الكريم ٣٢٠. الوجوه والنظائر ٢/ ٢٥٦.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧١٨.
(٤) ذكره عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٢١٢.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧١٨.معالم التنزيل ١١٤٢. الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٢١٢.

<<  <   >  >>