للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثالث: صفة لله على ما يليق بجلاله، ويدل عليه قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: ٤٢].

وتم الاستدلال عليه من السنة الصحيحة، ومن قال به من سلف الأمة، وأئمة الدين.

وهنا يجدر التنبيه على أمور:

- أن هذا الموضع هو الوحيد في القرآن الذي اختلف السلف في تفسيره من باب الصفات.

- أنه تم عرض كلام شَيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم بما يفيد أن من قال بالشدة من السلف في هذه الآية غير داخل في التأويل المذموم لأنهم يثبتون الصفة من السنة ولايرون أن في هذه الآية دليلاً على الصفة.

- أن الدليل اللغوي قائم على ترجيح معنى الصفة فيقال عن الساق كشف عنها الحجاب وهي العلامة التي يعرف بها المؤمنون ربهم تعالى كما في رواية مسلم لحديث أبي سعيد الآنف ذكره، ولا يتأتى هذا في معنى الشدة فلا تقول كشف عن الشدة، لأن الشدة هي المكشوفة ولا يكون هذا إلا بدخول الجنة.

- أصح التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنة، والقول بالصفة هو من هذا النوع من التفسير؛ كما بينه واضحاً الشوكاني.

[المطلب الثاني: دراسة وجوه كلمة السراج]

[باب السراج]

قال ابن الجوزي:

» السراج في التعارف اسم للإنار المعهود لتحصيل الاستضاءة ثم استعير في كل ما يستضاءُ به (١).


(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ٤٢٠. مقاييس اللغة ٤٩٣. أساس البلاغة ١/ ٤٤٩.

<<  <   >  >>