للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن القيم في عرضه لهذا المثال: «هذا مثل ضربه الله سبحانه للمشرك والموحد فالمشرك بمنزلة عبد تملكه جماعة مشتركين في خدمته لا يمكنه رضاهم أجمعين والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد رجل واحد قد سلم له وعلم مقاصده وعرف الطريق إلى رضاه فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه بل هو سالم لمالكه من غير منازع فيه مع رأفة مالكه به ورحمته له وشفقته عليه وإحسانه إليه وتوليته بمصالحه فهل يستوي هذان العبدان» (١). وعلى هذا فلا يكون لفظ الباب متأتيا في هذه الآية على مراد ابن الجوزي.

تنبيه:

وعامة هذا الباب داخل ضمن علم من علوم القرآن وهو، مبهمات القرآن، وقد تقدم الحديث عن ذلك ونقل كلام العلماء في باب القرية.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة اثني عشر وجها هي]

الوجه الأول: مثال ضربه اللَّه عز وجل لنفسه. ودل عليه قوله تعالى: {وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} [الزمر: ٢٩]، ومأخذه المثل القرآني.

الوجه الثاني: النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -. ودل عليه قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ} [يونس: ٢]، وقوله تعالى: {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ: ٧]، ومأخذه إطلاق اسم الجنس على أحد أفراده.

الوجه الثالث: نوح - عليه السلام -. ودل عليه قوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: ٦٣]، ومأخذه السياق القرآني، ويجوز أن يكون مأخذه إطلاق اسم الجنس على أحد أفراده.


(١) أمثال القرآن ص ٥٤.

<<  <   >  >>