للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس بين أقوالهم رحمهم الله تعارض لأن الحمية سبب للعزة المذمومة التي تحمل من اتصف بها على مغالبة أهل الحق، ومعاداتهم والاستكبار على الحق الذي دعي إليه.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه تفسير الشيء بسببه، لأن الحمية سبب للعزة المذمومة الواقعة من الكفار.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الثلاثة وهي]

الوجه الأول: العظمة. ودل عليه قوله تعالى: {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: ٤٤].وقوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: ٨٢]. ومأخذه السياق القرآني لأن القسم في الآيتين دليل العظمة.

الوجه الثاني: المنعة. ودل عليه قوله تعالى: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: ١٣٩]. ومأخذه التفسير باللازم لأن من لوازم العزة المنعة.

والثالث: الحمية. ودل عليه قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} [البقرة: ٢٠٦].وقوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} [ص: ٢].

وتقدم الإشارة إلى تعدد الأقوال عن السلف في هذه الآية والجمع بينها. ومأخذه تفسير الشيء بسببه، لأن الحمية سبب للعزة المذمومة الواقعة من الكفار.

<<  <   >  >>