للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعتق رقبة قالت: لا يجد، قال: فيصوم شهرين متتابعين، قالت يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال فليطعم ستين مسكينا، قالت ما عنده من شيء يتصدق به، قالت فأُتى ساعتئذٍ بعرق من تمر، قلت: يا رسول الله فإني أعينه بعرق آخر، قال: قد أحسنت اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكينا، وارجعي إلى بن عمك» (١).

وقال بمعناه من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٢).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه السياق القرآني.

الوجه الرابع: اليسار.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق: ٦].

وقال به من السلف: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وابن زيد (٣)، ومجاهد (٤).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٥).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال

الراغب الأصفهاني: «وقوله: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} [الطلاق: ٦]. أي تمكنكم وقدر غناكم ويعبر عن الغنى بالوجدان والجدة «، وقال ابن منظور:» والوُجْدُ والوَجْدُ


(١) أخرجه أحمد ٦/ ٤١١. وأبو داود (كتب الطلاق، باب في الظهار ٢/ ٢٢٦، برقم ٢٢١٤)، وقال عبد الرزاق المهدي في تحقيقه لابن كثير وإسناده حسن، وللحديث شواهد.
(٢) جامع البيان ٢٨/ ١٥. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٣٥. معالم التنزيل ١٢٨٥. الكشاف ٤/ ٤٨٥. الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ١٨٤. البحر المحيط ١٠/ ١٢٣. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ١٤٤.
(٣) جامع البيان ٢٨/ ١٧٧.
(٤) ذكره عنه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ٦/ ٢٤٥.
(٥) معاني القرآن للفراء ٣/ ١٦٣. جامع البيان ٢٨/ ١٧٧. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٨٦. معالم التنزيل ١٣٢٤. الكشاف ٤/ ٥٦١. المحرر الوجيز ٥/ ٣٢٦. الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ١١١. البحر المحيط ١٠/ ٢٠٢. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٢٤٥.

<<  <   >  >>