للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (١).

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآيتين الأخيرتين، ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه الخامس: الزنى.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: ٥٢]

وقال به من السلف: ابن عباس، وابن إسحاق (٢).

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن عطية، وأبو حيان، وابن كثير (٣).

وبالنظر لهذا الوجه مع الوجه الأول، فليس بينهما فرق لأن الزنا معصية من المعاصي؛ غير أن سياق هذه الآية والتي قبلها من اعتراف امرأة العزيز بمراودتها ليوسف يبين صحة الوجه ولا يمنع عموم الآية في جميع الخيانات مراد ابن الجوزي.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه السياق القرآني.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الخمسة، وهي]

الوجه الأول: المعصية. قوله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [البقرة: ١٨٧]. وقوله تعالى: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: ٢٧]. وشهد له حديث علي - رضي الله عنه - وقوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: ١٩]، ومأخذه التفسير باللازم، لأن من لوازم الخيانة المعصية، ويجوز أن يكون مأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما قال الخليل.


(١) جامع البيان ٢٨/ ٢٠٨. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٩٥. معالم التنزيل ص ١٣٣٠. المحرر الوجيز ٥/ ٣٣٥. الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ١٣١. البحر المحيط ١٠/ ٢١٥. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٢٦٢.
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٧/ ٢١٥٧.
(٣) جامع البيان ١٢/ ٢٩٧. معالم التنزيل ص ٦٤٩. المحرر الوجيز ٣/ ٢٩٨. البحر المحيط ٦/ ٢٢٤. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٥٦٢.

<<  <   >  >>