للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

الوجه الأول: المعصية.

[ومثل له ابن الجوزي بثلاث آيات]

الآية الأولى: قوله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [البقرة: ١٨٧].

وقال به من السلف: عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، والبراء بن عازب، وكعب بن مالك، وابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وعكرمة (١).

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٢).

الآية الثانية: قوله تعالى: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: ٢٧].

ويشهد له حديث علي - رضي الله عنه - قال بعثني رسولُ - صلى الله عليه وسلم - والزبيرَ بن العوام وأبا مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (٣)؛ فإن بها امرأة من المشركين معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة، إلى المشركين، قال: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟، قالت: ما معي كتاب فأنخنا بها فابتغينا في رحلها فما


(١) جامع البيان ٢/ ٢١٦. ومعاذ: معاذ بن جبل بن عمرو ابن أوس بن عائذ ابن عدي بن كعب بن عمرو بن ابن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن المدني أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة وشهد بدرا والمشاهد له مائة وسبعة وخمسون حديثا مات في طاعون عمواس سنة ١٨ هـ (الاستيعاب ٣/ ١٤٠٢. الإصابة ٦/ ١٣٦).
وابن أبي ليلى: عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الأوسي أبو عيسى الكوفي أدرك مائة وعشرين من الصحابة الأنصاريين مات سنة ٨٣ هـ (التقريب ٣٤٩. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٢٣٤).
(٢) جامع البيان ٢/ ٢١٦. معالم التنزيل ص ٩٦. الكشاف ١/ ٢٥٧. المحرر الوجيز ١/ ٢٥٧. الجامع لأحكام القرآن ٢/ ١٢. البحر المحيط ٢/ ٢١٣. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٤٥٠.
(٣) موضع بين الحرمين، بقرب حمراء الأسد من المدينة، (معجم البلدان ٣٣٥).

<<  <   >  >>