للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، قال الزَّجَّاجي: «لولا: لها موضعان، فأحدهما: يمتنع بها الشيء لوجود غيره. والآخر: تكون تحضيضا، كقولك: قصدت زيداً فلولا عمراً، تأويله: فهلا قصدت عمراً .. والتحضيض وهي تكون في بعض الأحوال بمعنى هلا، وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} [الأنعام: ٤٣]. وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} [الواقعة: ٨٦]. أي فهلاَّ» (١).

الوجه الثاني: بمعنى لم يكن.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} [هود: ٩٨].

وذكره ابن الجوزي في زاد المسير عن ابن عباس، وقتادة. (٢)

وفي الآية قول آخر: وهو أن لولا هنا بمعنى هلاَّ.

وقال به من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٣).

الآية الثانية: قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ} [هود: ١١٦].

وقال به من السلف: ابن عباس. (٤)

ومن المفسرين: الفرَّاء (٥).

وفي الآية قول آخر: وهو أن لولا هنا بمعنى هلا.


(١) حروف المعاني ص ٥.
(٢) زاد المسير ص ٦٣٨.
(٣) معاني القرآن للفراء ١/ ٤٧٩. جامع البيان ١١/ ٢١٠. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٣. معالم التنزيل. الكشاف ٢/ ٣٥٣. المحرر الوجيز ٣/ ١٤٣. الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٢٤٥. البحر المحيط ٦/ ١٠٧. تفسير القرآن العظيم ٣/ ٥١٣.
(٤) ذكره عنه ابن الجوزي في زاد المسير ص ٦٧٦.
(٥) معاني القرآن وإعرابه للفراء ٢/ ٣٠.

<<  <   >  >>