للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير باللازم؛ فمن لوازم النبات التربية، ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني؛ فوصف النبات بالحُسن في سياق الحديث عن مريم فيه دلالة على الوجه.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الأربعة]

الوجه الأول: النبات بعينه. ودل عليه قوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [المؤمنين: ٢٠].

وقوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا} [عبس: ٢٧ - ٢٨]، ومأخذه التفسير بالمعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما أشار إليه ابن فارس.

الوجه الثاني: الإخراج. ودل عليه قوله تعالى: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} [البقرة: ٢٦١]، ومأخذه التفسير باللازم؛ فمن لوازم النبات الإخراج.

الوجه الثالث: الخلق. ودل عليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}

[نوح: ١٧]، ومأخذه التفسير بالمعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما ذكره الراغب الأصفهاني.

الوجه الرابع: التربية. ودل عليه قوله تعالى: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: ٣٧]، ومأخذه التفسير باللازم؛ فمن لوازم النبات التربية، ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني.

[المطلب الثاني: دراسة وجوه كلمة النجاة.]

[باب النجاة]

قال ابن الجوزي:

«النجاة والخلاص والسلامة متقارب يقال: نجيت فلانا أنجيه إذا خلصته من شر وقع فيه.

وفلان نجي فلان ومناجيه. والجمع: أنجية. وأنتجيت فلاناً: أختصصته بمناجاتي (١).

وذكر بعض المفسرين أن النجاة في القرآن على أربعة أوجه:


(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٩٤٤، ومقاييس اللغة ص ٩٧٨، وجمهرة اللغة ٢/ ١٠٤٥.

<<  <   >  >>