للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن المفسرين: الفرَّاء، ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (١).

ويتبين مما تقدم صحة الوجه في معنى الآيتين، كما فسره السلف والمفسرون ومأخذ ابن الجوزي له أن الآخر هو المعنى الأصلي للفظ الختم في لغة العرب. والله أعلم.

[نتيجة الدراسة]

تحصل من تلك الوجوه الأربعة وجهان فقط وهما:

الأول: الطبع: ودل عليه قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: ٧]، وقوله تعالى: {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} [الجاثية: ٢٣]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة.

وتم إيراد قول القدرية في الآية الأولى والرد عليه ومناقشته من كلام أئمة السلف.

الثاني: آخر الشيء: ودل عليه قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]، وفي المطففين: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: ٢٦]، ومأخذه المعنى الأصلي للفظ في اللغة.

وأما الوجهان الآخران فقد تقدم ضعف الوجه الذي هو الربط ورد ابن القيم رحمه اللَّه له لمخالفته السياق القرآني واللغة العربية وأما الوجه الذي هو المنع فقد تقدم من الكلام أنه من لوازم الطبع والختم وأن المنع هو استكمال الطبع واستحكامه فلا ينفصل عنه وبهذا يعود المنع إلى الطبع واللَّه أعلم.

[المطلب الثاني: دراسة وجوه كلمة الخزائن.]

[باب الخزائن]

قال ابن الجوزي:

«الخزائن: جمع خزانة، وهو البيت الذي يحفظ فيه المدخر والمختار من المال. (٢)


(١) معاني القرآن للفراء ٣/ ٣٤٨. جامع البيان ٣٠/ ١٣٣. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠١. معالم التنزيل ص ١٣٩١. الكشاف ٤/ ٧٢٤. المحرر الوجيز ٥/ ٤٥٣. الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ١٧٣. البحر المحيط ١٠/ ٤٣١. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٤١٦.
(٢) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٢٤٣، مقاييس اللغة ص ٢٩٦، ولسان العرب مادة (خزن).

<<  <   >  >>