للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المفسرين: الزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان (١).

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم الشيطان الطغيان، ويجوز أن يكون الوجه مثالا من أمثلة الشيطان فيكون تفسيرا بالمثال. ويجوز أن يكون مأخذ الوجه المعنى المشهور للفظ في اللغة كما أشار ابن الجوزي لقول أبي عبيدة معمر بن المثنى: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان». (٢)

الوجه الثالث: الحية.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات: ٦٥].

وقال به المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، الزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير (٣).

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة، قال ابن فارس: «{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات: ٦٥]. وقيل إنّه أراد الحيّات: وذلك أنّ الحيّةَ تسمَّى شيطاناً» (٤).

الوجه الرابع: أمية بن خلف.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: ٢٩].

ولم أقف على من قال به في هذا المعنى وإنما جاء ذكر أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط عند أكثر المفسرين في سبب نزول الآية، وأن المراد بالظالم عقبة، وبفلان أمية بن خلف، وليس يصح الوجه في الشيطان هنا لأمور:


(١) معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٢٨٧. معاني القرآن للنحاس ٢/ ٤٨٢. معالم التنزيل ص ٤٣٨. المحرر الوجيز ٢/ ٣٤٠. الجامع لأحكام القرآن ٧/ ٥١. البحر المحيط ٤/ ٦٣٣.
(٢) مجاز القرآن ١/ ٣٢. وعمدة الحفاظ ٢/ ٣١١.
(٣) معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٨٧. جامع البيان ٢٣/ ٧٩. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٠٦. معاني القرآن للنحاس ٦/ ٣٣. معالم التنزيل ص ١٠٩١. الكشاف ٤/ ٤٨. المحرر الوجيز ٤/ ٤٧٥. الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٥٩. البحر المحيط ٩/ ١٠٦. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٣٤٥.
(٤) مقاييس اللغة ص ٥٠٣.

<<  <   >  >>