للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا كانت القائلة انصرف، قال: فمروا بهذه الآية: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} [البقرة: ٢٠٦].

إلى قوله: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: من ٢٠٧] قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله. فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه اقتتل الرجلان. فسمع عمر ما قال فقال: وأي شيء قلت؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين. قال ماذا قلت اقتتل الرجلان؟ قال: فلما رأى ذلك ابن عباس قال: أرى ههنا من إذا أمر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم وأرى من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم قال هذا: وأنا أشتري نفسي فقاتله فاقتتل الرجلان. فقال عمر لله تلادك (١) يا بن عباس»، ونحوه عن علي بن أبي طالب (٢)، وابن مسعود. (٣)

وقال به من المفسرين: ابن جرير (٤)، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، وأبو حيَّان، والقرطبي، وابن كثير.

الآية الثانية: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} [ص: ٢].

وقال به من السلف: قتادة. (٥)

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن كثير. (٦)

وللسلف قولان آخران:

- قال مجاهد: «معازِّين».

- قال ابن زيد: «يعادون أمر الله ورسوله». (٧)


(١) تعجب من ابن عباس واهتمامه بالعلم.
(٢) جامع البيان ٢/ ٤٢٥.
(٣) ذكره عنه أبو حيَّان في البحر المحيط ٢/ ١٥.
(٤) جامع البيان ٢/ ٤٢٥. معالم التنزيل ص ١١٤. الكشاف ١/ ٢٧٩. المحرر الوجيز ١/ ٢٨١. الجامع لأحكام القرآن ٣/ ١٥. البحر المحيط ٢/ ٣٣٢. تفسير القرآن العظيم ١/ ٥٠٠.
(٥) جامع البيان ٢٣/ ١٤٨.
(٦) جامع البيان ٢/ ٤٢٥. معالم التنزيل ص ١١٠٤. تفسير القرآن العظيم ٥/ ٣٦٩.
(٧) جامع البيان ٢٣/ ١٤٨.

<<  <   >  >>