«الغيب: ما غاب عنك. يقال: غابت الشمس مغيباً. وغابت المرأة، فهي مغيبة، إذا غاب بعلها. وفي الحديث:" لا تدخلوا على المغيبات "(١). ويقال: وقعنا في غيبة وغيابة، أي: في هبطةٍ من الأرض. والغابة: الأجمة (٢).
وذكر بعض المفسرين أن الغيب في القرآن على أحد عشر وجهاً:
أحدها: اللَّه عز وجل. ومنه قوله تعالى في البقرة:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}[البقرة: ٣].
والثاني: الوحي. ومنه قوله تعالى في التكوير:{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}[التكوير: ٢٤].
والثالث: حوادث القدر. ومنه قوله تعالى في الأعراف:{وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ}[الأعراف: ١٨٨].
والرابع: الظن. ومنه قوله تعالى في الكهف:{رَجْمًا بِالْغَيْبِ}[الكهف: ٢٢]، وفي سبأ:{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ}[سبأ: ٥٣].
والخامس: المطر. ومنه قوله تعالى في الأنعام:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}[الأنعام: ٥٩].
والسادس: موت سليمان عليه السلام، ومنه قوله تعالى في سبأ:{أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ}[سبأ: ١٤].
والسابع: اللوح المحفوظ. ومنه قوله تعالى في مريم:{أَطَّلَعَ الْغَيْبَ}[مريم: ٧٨]، وفي الطور:
{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ}[الطور: ٤١].
والثامن: حال الغيبة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء:{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء: ٣٤]، أي: لما غابت عنه الأزواج من مالهم ومن أنفسهن. وفي يوسف:{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}[يوسف: ٥٢].