للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثامن: دراسة وجوه كلمة الغيب]

[باب الغيب]

قال ابن الجوزي:

«الغيب: ما غاب عنك. يقال: غابت الشمس مغيباً. وغابت المرأة، فهي مغيبة، إذا غاب بعلها. وفي الحديث: " لا تدخلوا على المغيبات " (١). ويقال: وقعنا في غيبة وغيابة، أي: في هبطةٍ من الأرض. والغابة: الأجمة (٢).

وذكر بعض المفسرين أن الغيب في القرآن على أحد عشر وجهاً:

أحدها: اللَّه عز وجل. ومنه قوله تعالى في البقرة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: ٣].

والثاني: الوحي. ومنه قوله تعالى في التكوير: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: ٢٤].

والثالث: حوادث القدر. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} [الأعراف: ١٨٨].

والرابع: الظن. ومنه قوله تعالى في الكهف: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} [الكهف: ٢٢]، وفي سبأ: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ} [سبأ: ٥٣].

والخامس: المطر. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام: ٥٩].

والسادس: موت سليمان عليه السلام، ومنه قوله تعالى في سبأ: {أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ} [سبأ: ١٤].

والسابع: اللوح المحفوظ. ومنه قوله تعالى في مريم: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} [مريم: ٧٨]، وفي الطور:

{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ} [الطور: ٤١].

والثامن: حال الغيبة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: ٣٤]، أي: لما غابت عنه الأزواج من مالهم ومن أنفسهن. وفي يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: ٥٢].

<<  <   >  >>