للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان (١).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال.

وجميع ما تقدم من أعلام في الوجوه فهي على فرض صحتها، مأخذها جميعا التفسير بالمثال، وهي من باب علم المبهمات (٢)؛ فتصح وجها في الآية وتبقى الآية على عومها.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة اثنين وعشرين وجها هي]

الوجه الأول: آدم عليه السلام. ودل عليه قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: ١٢]. وقوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن: ١٤]. وقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان: ١]، ومأخذه إطلاق اسم الجنس على أول فرد منه.

الوجه الثاني: أولاد آدم. ودل عليه قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق: ١٦]. وقوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} [الإنسان: ٢]. وقوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى} [النازعات: ٣٥].وقوله تعالى: {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: ٢].، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما قال ابن فارس.

الوجه الثالث: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.

ومنه قوله تعالى في الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا} [الأحقاف: ١٥].

الوجه الرابع: سعد بن أبي وقاص. ودل عليه قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمان: ١٤].


(١) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٨٣. جامع البيان ٣٠/ ٣٣٦. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٥١. الكشاف ٤/ ٧٩٠. المحرر الوجيز ٥/ ٥١٠. الجامع لأحكام القرآن ٢٠/ ١٠١. البحر المحيط ١٠/ ٥٢٢.
(٢) تقدمت الإشارة إليه في باب القرية.

<<  <   >  >>