ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ قال ابن فارس:«الجيم والنون والدال يدلُّ على التجمّع والنُّصرة»(١)، ويجوز أن يكون مأخذه التفسير باللازم لأن من لوازم الجنود النصرة.
[نتيجة الدراسة]
[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الخمسة وهي]
الوجه الأول: الملائكة. ودل عليه قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[المدثر: ٣١]، ومأخذه السياق القرآني، ويجوز أن يكون مأخذه التفسير بالمثال، لأن الملائكة مثال على الجنود.
الوجه الرابع: الجموع. ودل عليه قوله تعالى:{فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا}[النمل: ٣٧]. وقوله تعالى:{إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}[القصص: ٨]. وقوله تعالى:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ}[البروج: ١٧]، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ كما قال ابن فارس، ويجوز أن يكون مأخذه التفسير باللازم لأن من لوازم الجنود أن يكونوا جمعا.
الوجه الخامس: الناصرون. ودل عليه قوله تعالى:{فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا}[مريم: ٧٥]. ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ كما قال ابن فارس، ويجوز أن يكون مأخذه التفسير باللازم لأن من لوازم الجنود النصرة.