الوجه الرابع: القوة والشدة. ودل عليه قوله تعالى:{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}[القصص: ١٤]، ومأخذه السياق القرآني.
الوجه الخامس: العلو. ودل عليه قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥]. وشهد له حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم الاستواء العلو.
[وأما الوجه الذي هو]
- التشابه. فقد تقدم أنني لم أقف على من ذكر التشابه وأن الاستواء يبقى على معناه الأصلي في اللغة وليس من حاجة إلى التحول عنه في قوله تعالى:{هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[الأنعام: ٥٠]، وقوله تعالى:{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[فاطر: ١٩]، الآية وقوله تعالى:{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[غافر: ٥٨].
وبهذا يكون الاستواء هنا بمعنى أصل اللفظ في اللغة وهو التعادل؛ فلا يصار إلى غيره؛ قال ابن فارس:«السين والواو والياء أصلٌ يدلُّ على استقامةٍ واعتدال بين شيئين. يقال هذا لا يساوي كذا، أي لا يعادله»(١).