للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الخامس: العلم.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: ١٥٧].

وفي معنى هذه الآية خلاف منشؤه عود الضمير في لفظ القتل على مابينه ابن الجوزي فقال: «في الهاء ثلاثة أقوال: أحدها: أنها ترجع إلى الظن فيكون المعنى وما قتلوا ظنهم يقينا هذا قول ابن عباس. والثاني: أنها ترجع إلى العلم أي ما قتلوا العلم به يقينا تقول قتلته يقينا وقتلته علما للرأي والحديث هذا قول الفرَّاء وابن قتيبة.

والثالث أنها ترجع إلى عيسى فيكون المعنى وما قتلوا عيسى حقا هذا قول الحسن» (١).

وذكر هذه الأقوال أو بعضها من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٢).

ورجح عود الضمير على عيسى: ابن تيمية، والشوكاني، والشنقيطي (٣).

والمعنى على قولهم أن القتل على حقيقته فيعود المثال إلى الوجه الأول.

الوجه السادس: الدفن للحي.

[ومثل له ابن الجوزي بثلاث آيات]

الآية الأولى: قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ} [الأنعام: ١٥١]. ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قال: ثم أي؟ قال أن تزاني حليلة جارك» (٤).

وقال به من السلف: ابن عباس، وقتادة، والسُّدي، وابن جريج، والضحاك (٥).


(١) زاد المسير ٣٤٢.
(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ٢٩٤. جامع البيان ٦/ ١٩. معاني القرآن وإعرابه ٢/ ١٢٩. معاني القرآن للنحاس ٢/ ٢٣٤. معالم التنزيل ٣٤٩. الكشاف ١/ ٦٢١. المحرر الوجيز ٢/ ١٣٤. الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٨. البحر المحيط ٤/ ١٢٧. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ٤٠٩.
(٣) الفتاوى ٢/ ٩٧. فتح القدير ٤٠٥. أضواء البيان ٧/ ١٢٩.
(٤) أخرجه البخاري (كتاب الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه ٥/ ٢٢٣٦، برقم ٥٦٥٥)
(٥) جامع البيان ٨/ ١٠٧.

<<  <   >  >>