للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة صحة الوجوه الأربعة وهي]

الوجه الأول: الذل والهوان. ودل عليه قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: ١٩٢]. وقوله تعالى: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: ٩٨].وقوله تعالى: {الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [النحل: ٢٧].وقوله تعالى: {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: ٥]، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه، لأن من لوازم الخزي الذل والهوان، ويجوز أن يكون تفسيرا بالمثال لأن الذل والهوان مثالان للخزي.

الوجه الثاني: الفضيحة. ودل عليه قوله تعالى: {وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} [هود: ٧٨]. وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ} [الحجر: ٦٩].

الوجه الثالث: العذاب. ودل عليه قوله تعالى: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [هود: ٦٦].

وقوله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [الشعراء: ٨٧].وشهد له حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتقدم، وقوله تعالى: {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزمر: ٢٦]، وقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ} [التحريم: ٨].

الوجه الرابع: القتل والجلاء. ودل عليه قوله تعالى: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: ٨٥].

وقوله تعالى: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [الحج: ٩].ومأخذ جميع الوجوه الأربعة التفسير بالمثال، لأن الذل والهوان، والفضيحة، والعذاب، والقتل والجلاء، أمثلة للخزي، وقد تقدم التدليل على عموم لفظ الخزي وأن السياق يحدد المثال ونص القرطبي وأبو حيان على هذه الأمثلة.

[المطلب الرابع: دراسة وجوه كلمة الخشوع.]

[باب الخشوع]

قال ابن الجوزي:

«الخشوع والخضوع يتقاربان يقال: خشع إذا اطمأن. وقيل: أصل الخشوع: اللين والسُّهولة (١).


(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٢٤٦، وتهذيب اللغة ١/ ١٠٧، ومقاييس اللغة ص ٢٩٨.

<<  <   >  >>