للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثاني: الجرح والخدش.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: ٣١]. وقال به من السلف: ابن عباس، مجاهد، والسُّدي، وابن زيد، قتادة (١).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٢).

وللسلف في الآية قول آخر: وهو أنهن قطعن أيديهن حتى أبنها، وهو قول مجاهد، وقتادة.

وأجاز الوجهين معا ابن جرير. ورد القول الثاني ابن عطية لبعده ولكون الأول قول الجماعة فقال: «قال القاضي أبو محمد: فظاهر هذه أنه بانت الأيدي وذلك ضعيف من معناه، وذلك أن قطع العظم لا يكون إلا بشدة، ومحال أن يسهو أحد عنها، والقطع على المفصل لا يتهيأ إلا بتلطف لا بد أن يقصد، والذي يشبه أنهن حملن على أيديهن الحمل الذي كن يحملنه قبل المتك (٣) فكان ذلك حزا وهذا قول الجماعة» (٤).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم القطع الجرح والخدش.

الوجه الثالث: إخافة السبيل.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} [العنكبوت: ٢٩].

وقال به من السلف: ابن زيد (٥).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٦).


(١) جامع البيان ١٢/ ٢٥٧.
(٢) معاني القرآن للفراء ٢/ ٤٢. جامع البيان ١٢/ ٢٥٧. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ١٠٦. معالم التنزيل ٦٤٥. الكشاف
٢/ ٤٣٨. المحرر الوجيز ٣/ ٢٣٩. الجامع لأحكام القرآن ٩/ ١١٩. البحر المحيط ٦/ ٢٦٩. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٥٨٤.
(٣) المُتْك: الأُترُجّ.
(٤) المحرر الوجيز ٣/ ٢٣٩.
(٥) جامع البيان ٢٠/ ١٧٧.
(٦) معاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٦. جامع البيان ٢٠/ ١٧٧. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٦٨. معاني القرآن للنحاس ٥٤/ ٢٢١. معالم التنزيل ٩٩٥. الكشاف ٣/ ٤٥٦. المحرر الوجيز ٤/ ٣١٤. الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ٢٢٦. البحر المحيط ٨/ ٣٥٣. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٥٣.

<<  <   >  >>