للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير باللازم، لأن كل بحر لاينفك أن يكون إما عذبا أو مالحاً.

الوجه الثالث: بحر تحت العرش.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: ٦].

وقال به من السلف: علي، وعبد الله بن عمر، وأبو صالح (١)، والربيع بن أنس (٢).

ومن المفسرين: البغوي، وأبو حيان، والقرطبي، وابن كثير. (٣)

وللسلف في الآية أقوال أخر بسبب اختلافهم في المسجور:

الموقَد: وبه قال علي، وشمر بن عطية، ومجاهد، وابن زيد.

المملوء: وقال به: قتادة.

الذي قد ذهب ماؤه: وقال به ابن عباس.

المحبوس: وقال به ابن عباس (٤).

وجميع هذه الأقوال، يفسر جزءاً من معنى بحور الدنيا، فهي موقدة بالنار يوم القيامة، ومملوأة في الدنيا ماءً، ومحبوسة أن تطغى على اليابسة، وجائز أن تخلو من الماء بعد استحالته ناراً يوم القيامة. وبهذا يصح جميع التفسير الوارد عن السلف، والآية تحتمله.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه، ومأخذه التفسير بالمثال.

الوجه الرابع: العامر من البلاد.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: ٤١].

وقال به من السلف: مجاهد، وعكرمة، وقتادة، وابن زيد، والحسن (٥).


(١) جامع البيان ٢٧/ ٢٧. وأبو صالح: ذكوان المدني أبو صالح السمان روى عن أبي الدرداء وعائشة وأبي هريرة وخلق، وروى عنه بنوه سهيل وعبد الله وصالح وعطاء بن أبي رباح وسمع منه الأعمش ألف حديث توفي سنة ١٠١ هـ
(تهذيب الكمال ٨/ ٥١٤. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١١٢).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ٧.
(٣) معالم التنزيل ص ١٢٣٧. البحر المحيط ٩/ ٥٦٧. الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ٤٢. تفسير القرآن العظيم ٦/ ٧.
(٤) جامع البيان ٢٧/ ٢٧. وشمر: شمَّر بن عطية الأسدي الكاهلي الكوفي روى عن أبي وائل وشهر بن حوشب وروى عنه عاصم بن بهدلة والأعمش وثقه النسائي (تهذيب التهذيب ٤/ ٣١٩. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١٦٩).
(٥) جامع البيان ٢١/ ٦٠.

<<  <   >  >>