تقدم أنني لم أقف على من ذكر الرحمة بمعنى الإيمان، وأن هذين المثالين يعودان للوجه الذي هو النبوة.
- المنة. ففي قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}[القصص: ٤٦]. تقدم أنني لم أقف على من فسر الرحمة هنا بالمنة، وأن الذي يذكره السلف والمفسرون أنه نعمة الوحي بالقرآن، وبهذا يعود هذا الوجه إلى معنى النعمة.
- الرقة. ففي قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً}[الحديد: ٢٧]. تقدم أنني لم أقف على من فسر الرحمة هنا بمعنى الرقة، وأن الصحيح في معنى الرحمة هنا هو المودة وبهذا يتبين عود هذا المثال إلى الوجه الذي هو: المودة.
[المطلب الثالث: دراسة وجوه كلمة الذكر]
[باب الذكر]
قال ابن الجوزي:
[الذكر يقال على وجهين]
«أحدهما: الذكر بالقلب.
والثاني: الذكر باللسان. وهو في الموضعين حقيقي ويستعار في مواضع تدل عليها القرينة. حدثنا محمد بن ناصر عن أبي زكريا عن ابن جني قال الذكر بكسر الذال باللسان وبضم الذال بالقلب تقول: ذكرت الشيء بلسان ذكراً وبقلبي ذكراً، ويقال اجعل هذا على ذكر منك بضم الذال، أي: لا تنسه. والذكر: العلا والشرف. والمذكر: التي ولدت ذكراً.