للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيات، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال ابن فارس: «الإِنْس خلاف الجِنّ، وسُمُّوا لظهورهم، يقال آنَسْتُ الشيء إذا رأيتَه .. ويقال إنسان وإنسانان وأناسيُّ» (١).

الوجه الثالث: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.

ومنه قوله تعالى في الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا} [الأحقاف: ١٥]

وقال به من السلف: ابن عباس (٢).

وقال به من المفسرين: مقاتل بن سليمان، والسمرقندي، والبغوي (٣).

الوجه الرابع: سعد بن أبي وقاص.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمان: ١٤].

ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أنه نزلت فيه آيات القرآن: «أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا قال مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: ٨]. {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: ١٥]» (٤).


(١) مقاييس اللغة ص ٧١.
(٢) الدر المنثور ٧/ ٣٨٢.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٠.تفسير السمرقندي ٣/ ٢٧٣.معالم التنزيل ص ١١٨٦.
(٤) أخرجه مسلم ٤/ ٤١٨٧٧، برقم ١٧٤٨.

<<  <   >  >>