للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشك؟. قيل له ذلك على غير المعنى الذي توهمت، وإنما معنى ذلك: اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم، لتتقوه بطاعته وتوحيده، وإفراده بالربوبية والعبادة، كما قال الشاعر:

وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا ... نكف ووثقتم لنا كل موثق

فلما كففنا الحرب كانت عهودكم ... كلمع سراب في الملا متألق

يريد بذلك قلتم لنا كفوا لنكف، وذلك أن لعل في هذا الموضع لو كان شكا لم يكونوا وثقوا لهم كل موثق» (١).

وأكد ابن القيم أنها للتعليل على جهة الحقيقة، فقال: «فصل: النوع السابع: التعليل بلعل، وهي في كلام الله سبحانه وتعالى للتعليل، مجردة عن معنى الترجي، فإنها إنما يقارنها معنى الترجي إذا كانت من المخلوق، وأما في حق من لا يصح عليه الترجي، فهي للتعليل المحض، كقوله:

{خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١].

فقيل: هو تعليل لقوله: أعبدوا ربكم. وقيل تعليل لقوله: خلقكم، والصواب: أنه تعليل للأمرين لشرعه وخلقه». (٢)

وبهذا يتبين صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه السياق القرآني.

الوجه الثاني: بمعنى الترجي.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: ٤٤].

وقال به من المفسرين: البغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير (٣).

وفي الآية أقوال أخر:

- أن لعل بمعنى الاستفهام، وقال به ابن عباس.


(١) جامع البيان ١/ ٢١١.
(٢) شفاء العليل ١/ ١٩٦، وذكر نحوا من كلامه هذا في بدائع الفوائد ٢/ ٩٤٢.
(٣) معالم التنزيل ص ٢٠. الكشاف ٣/ ٦٧. المحرر الوجيز ١/ ١٠٥. الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٥٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٣٢٦.

<<  <   >  >>