للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الرابع: الهلاك.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: ١٣٠].

ومعنى كلام السلف يدل عليه، كقول ابن عباس: «خسر نفسه» (١).

وذكر نحوه ابن زيد (٢).

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبوحيان، وابن كثير (٣).

ويتبين مماتقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التعبير عن الشيء بنتيجته.

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة، صحة الوجوه الأربعة وهي]

الوجه الأول: الجهال. ودل عليه قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} [البقرة: ١٣]، ومأخذه تفسير الشيئ بلازمه، لأن من لوازم السفه الجهل، ويجوز أن يكون مأخذه تفسير الشيئ بسببه، لأن من أسباب السفه الجهل.

الوجه الثاني: اليهود. ودل عليه قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} [البقرة: ١٤٢]، ومأخذه التفسير بالمثال، لأن اليهود مثال من أمثلة السفه، ويجوز أن يكون مأخذ هذا الوجه السياق القرآني لأن وصم السفه بمن سألوا عن تحويل القبلة يدل على أنهم اليهود والمنافقون

الوجه الثالث: النساء والصبيان. ودل عليه قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: ٥]، وتم التنبيه على تضعيف ابن جرير وبعض من بعده قول من قال إن المراد النساء خاصة في الآية من جهة اللغة، وتم الرد على هذا من كلام الزَّجَّاج وأبي حيان.

ومأخذ هذا الوجه هو التفسير بالمثال لأن النساء والصبيان أمثلة للسفه المراد، وإلا فهو أعم كما تعددت الأمثلة عند السلف فيما تقدم.


(١) ذكره عنه البغوي في معالم التنزيل ص ٦٦.
(٢) جامع البيان ٤٣٣/ ١.
(٣) جامع البيان ٤٣٣/ ١. معالم التنزيل ص ٦٦. المحرر الوجيز ١/ ٢١٢. الجامع لأحكام القرآن ٢/ ٩٠. البحر المحيط ١/ ٦٢٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٣٨٧.

<<  <   >  >>