للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: النعمة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: ٤٩]. أراد نعمة عظيمة في خلاصكم. وفي الصافات:

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} [الصافات: ١٠٦]» (١).

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

[الوجه الأول: الاختبار.]

ومثل له ابن الجوزي بآيتين:

الآية الأولى: قوله تعالى: { ... } [البقرة: ١٢٤].

واختلف السلف في المراد بالكلمات، واتفقوا على أن البلاء الاختبار ومنهم: ابن عباس، أبو صالح (٢) مولى أم هانئ، ومجاهد، والربيع، والشعبي (٣)، والحسن، والسُّدي.

قال ابن جرير بعد ذكره لهذه الأقوال:

«والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال إن الله عز وجل أخبر عباده أنه اختبر إبراهيم خليله بكلمات أوحاهن إليه وأمره أن يعمل بهن وأتمهن كما أخبر الله جل ثناؤه عنه أنه فعل وجائز أن تكون تلك الكلمات جميع ما ذكره من ذكرنا قوله في تأويل الكلمات وجائز أن تكون بعضه لأن إبراهيم صلوات الله عليه قد كان امتحن فيما بلغنا بكل ذلك فعمل به وقام فيه بطاعة الله وأمره الواجب عليه فيه وإذا كان ذلك كذلك فغير جائز لأحد أن يقول عنى الله بالكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم شيئا من ذلك بعينه دون شيء» (٤)


(١) نزهة الأعين النواظر ١٨٩.
(٢) باذام ويقال آخره نون أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف يرسل وعنه سماك بن حرب وعاصم بن بهدلة والثوري (تقريب التهذيب ١٢٠.خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٥٤)
(٣) عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو الكوفي الإمام العلم، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر روى عنه وعن علي وابن مسعود وعنه ابن سيرين والأعمش وشعبة مات سنة ١٠٣ هـ (تقريب التهذيب ٢٨٧. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١٨٤).
(٤) جامع البيان ٢٣/ ١١٤

<<  <   >  >>