للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسادس: أن تكون مضمرة. كقوله تعالى في براءة: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: ٩٢]، المعنى أتوك وقلت: لا أجد تولوا» (١).

[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]

الوجه الأول: الجمع.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة: ٦].

ولم أقف على من فسر الواو هنا، ولعله لوضوح كونها على أصلها من إرادة العطف والجمع، وعليه يعود هذا المثال للوجه بعده:

الوجه الثاني: بمعنى العطف.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} [الصافات: ١٦ - ١٧].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، وأبو حيان، والقرطبي.

تنبيه:

قرأ نافع وابن عامر (أوْ آباؤنا الأولون) بإسكان الواو، فالهمزة والواو شيء واحد؛ فكأنه شك فيقولون: أنحن نبعث أو آباؤنا الأولون؟ وهم منكرون للبعث أي: لا نبعث نحن ولا آباؤنا، وقرأ الباقون (أوَ آباؤنا الأولون) بفتح الواو وهي واو نسق دخلت عليها همزة الاستفهام، كما يقال فلان ينظر في النحو فتقول أوَ هوَ ممن ينظر في النحو؟ (٢).

والوجه هنا على قراءة فتح الواو.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذه الاستعمال العربي؛ قال ابن فارس:

«وتكون للنسق «وقال:» وذهب آخرون إلى أن الواو لا تكون إلا للجمع .. وجاز أن يكون


(١) نزهة الأعين النواظر ص ٦١٩.
(٢) حجة القراءات لابن زنجلة ص ٦٠٨، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر ص ٤٧٢.

<<  <   >  >>