والرابع: التسمية. ومنه قوله تعالى في براءة:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}[براءة: ٣١]، أي: سموهم.
والخامس: النسج. ومنه قوله تعالى في العنكبوت:{كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا}[العنكبوت: ٤١].
والسادس: العبادة. ومنه قوله تعالى في الأعراف:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ}[الأعراف: ١٥٢]، وفي الزمر:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}[الزمر: ٣].
والسابع: الجعل. ومنه قوله تعالى في النحل:{تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ}[النحل: ٩٢]، وفي الكهف:{وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا}[الكهف: ٥٦]، وفي المنافقين:{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}[المنافقين: ٢].
الثامن: البناء. ومنه قوله تعالى في التوبة:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا}[التوبة: ١٠٧]. وفي الكهف:{لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}[الكهف: ٢١]، وفي الشعراء:{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}[الشعراء: ١٢٩].
والتاسع: الرضا. ومنه قوله تعالى في المزمل:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}[المزمل: ٩].
والعاشر: العصر. ومنه قوله تعالى في النحل:{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}[النحل: ٦٧]» (١).
[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]
الوجه الأول: الاختيار.
[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]
الآية الأولى: قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}[النساء: ١٢٥]. ولم أقف على من فسر الاتخاذ هنا بالاختيار، وإنما الذي ذكره الشوكاني أن اتخذ على أصلها من معنى جعل وصير إذا