للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (١).

الآية الثانية: قوله تعالى: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} [الأعراف: ١١٦].

وقال به من السلف: ابن عباس، والسدي (٢).

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).

تنبيه:

أنكر الزَّمخشري وقوع السحر حقيقة في الموضعين، وقد تقدم الكلام عليه في مقدمة ابن الجوزي.

ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه أحد أصول اللفظ في اللغة؛ قال ابن فارس: «السين والحاء والراء أصول ثلاثة متباينة: أحدهما عضْوٌ من الأعضاء، والآخر خَدْعٌ وشِبههُ، والثالث وقتٌ من الأوقات» (٤).

هذا وإن السحر منه ما يكون باستجلاب معاونة الشياطين - وهو الذي تنكره المعتزلة -، ومنه المثال الأول، ومنه ما يكون بالخديعة ومنه المثال الثاني (٥).

الوجه الثاني: العلم (٦).

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [الزخرف: ٤٩]

وقال به من السلف: ابن عباس (٧).


(١) جامع البيان ١/ ٥٨٨. معالم التنزيل ص ٥٢. الكشاف ٢/ ٤١١. المحرر الوجيز ١/ ١٨٦. الجامع لأحكام القرآن ٩/ ٧٥. البحر المحيط ١/ ٥٢٥. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٣٠٨.
(٢) جامع البيان ٩/ ٢٧.
(٣) جامع البيان ٧/ ١٧٢. معالم التنزيل ص ٤٨١. المحرر الوجيز ٢/ ٤٣٨. الجامع لأحكام القرآن ٧/ ١٦٥. البحر المحيط
٥/ ١٣٣. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ١٩١.
(٤) مقاييس اللغة ص ٤٨٥.
(٥) مفردات ألفاظ القرآن ص ٤٠٠.
(٦) وجه إطلاق الساحر على العالم هنا على أحد ثلاثة أمور: الأول: أنهم أطلقوه من باب الاستهزاء، وهو مروي عن الحسن البصري، الثاني: أن الساحر عندهم بمعنى العالم ولم يكن السحر عندهم ذما، وهو قول ابن جرير الطبري، الثالث: أنهم خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالسحر، وهو قول أبي إسحاق الزَّجَّاج، وزاد البغوي: وقيل معناه: الذي غلبنا بسحره. (جامع البيان ٢٥/ ٩٦. معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٤١٤. معاني القرآن للنحاس ٦/ ٣٦٨ بتحقيق الصابوني. معالم التنزيل ص ١١٦٩).
(٧) ذكره عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ٦٥.

<<  <   >  >>