للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الثالث: المنتهين.

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: ٧]. وقال به من السلف: ابن عباس (١).

ومن المفسرين: الفرَّاء، والبغوي، وابن عطية، وأبو حيان (٢).

[وللسلف في الآية أقوال أخر]

أن التأويل هنا: عواقب القرآن؛ وهو طلب معرفة الوقت الذي هو جاءٍ قبل مجيئه المحجوب علمه عنهم وعن غيرهم بمتشابه آي القرآن، وقال به ابن عباس (٣)، والسدي (٤).

أن التأويل هنا: تأويل المتشابه من القرآن إذا كان دافعه الزيغ في قلوبهم، وقال به محمد بن جعفر بن الزبير (٥)، ومحمد بن إسحاق.

أن التأويل هنا: القضاء يوم القيامة، وقال به الحسن (٦).

وليس بين أقوال السلف تعارض بل جميع ما ذكروه من قبيل التفسير بالمثال للتأويل الذي يتبعه من في قلبه زيغ فيفسر المتشابه من كتاب الله بما تؤول إليه حقيقة الشيء، ويطلب ما يكون، وكم يكون.

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال؛ لأن من أمثلة التأويل المذموم دعوى معرفة منتهى ملك أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

الوجه الرابع: تعبير الرؤيا.

ومثل له ابن الجوزي بأربع آيات:


(١) جامع البيان ٣/ ٢٢٢.
(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ١٩١. معالم التنزيل ص ١٨٩. المحرر الوجيز ١/ ٤٠٢. البحر المحيط ٣/ ٢٣٩.
(٣) ذكره عنه أبو حيان في البحر المحيط ٣/ ٢٧.
(٤) جامع البيان ٣/ ٢٢٢.
(٥) جامع البيان ٣/ ٢٢٢.
(٦) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٢/ ٥٩٧.

<<  <   >  >>