للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيات، ومأخذه، التفسير بالمثال، لأن العذاب مثال ونوع من أنواع الخزي.

الوجه الرابع: القتل والجلاء.

[ومثل له ابن الجوزي بآيتين]

الآية الأولى: قوله تعالى: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: ٨٥].

وقال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والزَّمخشري، وابن عطية، وأبوحيان (١).

الآية الثانية: قوله تعالى: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [الحج: ٩].

وقال به من السلف: ابن جريج (٢).

ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان وابن كثير (٣).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيات، ومأخذه ٠ التفسير بالمثال، لأن القتل والجلاء، مثال ونوع من أنواع الخزي.

تنبيه:

بعد عرض هذه الوجوه ومن قال بها فإنه يحسن التنبيه إلى أمرين:

الأول: أن هذه اللفظة يتنازعها مصدران في اللغة، فهي دائرة بين، من وقع في بَليَّة فيُذَل ويُحقر، وبين الحياء والانكسار؛ قال في القاموس: «خَزِيَ: كَرَضِيَ، خِزْياً، بالكسر، وخَزىً: وقَعَ في بَلِيَّةٍ وشُهْرَةٍ فَذَلَّ بذلك، كاخْزَوَى. وأخْزاهُ الله: فَضَحَهُ. ومن كلامِهِمْ لِمَنْ أتَى بِمُسْتَحْسَنٍ: مالَهُ أخْزاهُ الله، ورُبَّمَا حَذَفُوا مالَهُ. والخَزْيَةُ، ويُكْسَرُ: البَلِيَّةُ. وخَزِيَ أيضاً خَزَايَةً وخَزىً، بالقصر: اسْتَحْيا، والنَّعْتُ: خَزْيانُ» (٤).


(١) جامع البيان ١/ ٥٢٧. معاني القرآن وإعرابه ١/ ١٦٧. الكشاف ١/ ١٨٨. المحرر الوجيز ١/ ١٧٥. البحر المحيط ١/ ٤٧٢.
(٢) جامع البيان ١٧/ ١٥٦.
(٣) جامع البيان ١٧/ ١٥٦. معالم التنزيل ص ٨٥٩. الكشاف ٣/ ١٤٧. المحرر الوجيز ٤/ ١٠٩. الجامع لأحكام القرآن
١٢/ ١٣. البحر المحيط ٧/ ٤٨٨. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٤١٤.
(٤) القاموس المحيط مادة (خزي).

<<  <   >  >>