الوجه الأول: عقد المعاوضة. ودل عليه قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٥].وقوله تعالى:{وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ}[البقرة: ٢٨٢].ومأخذه أصل اللفظ من اللغة.
الوجه الثاني: عقد الميثاق على النصر. ودل عليه قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}[الفتح: ١٠].فقد تبين مما تقدم أن هذا الوجه صحيح، ومأخذه أصل اللفظ من اللغة، وتم نقل تحرير ابن عطية لهذا المعنى.
[البقرة: ٢٥٤]. وقوله تعالى:{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}[إبراهيم ٣١]، وشهد له حديث سلمة بن الأكوع، ومأخذه أصل اللفظ من اللغة. وتم نقل كلام أبي حيان بتوجيه البيع في الآيتين.
وبهذا لم تخرج الوجوه الثلاثة عن معنى البيع الذي هو المعاوضة، غير أن سياق آيات كل وجه يعطي معنى زائدا على المعاوضة التي هي البيع؛ ففي الوجه الثاني معاقدة على النصرة فزاد على المعاوضة المعروفة من البيع أنه نقله من الفروع إلى الأصول من الدين ومن تعامل دنيوي إلى أمور تتعلق بالحياة الباقية، وكذلك الوجه الثالث: الفداء فسياق الآيتين بقطع أي علائق قد يلتمسها المفرِّط أن تنفعه يوم القيامة ومنها أن يشتري نفسه فيفتديها من العذاب.