وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: ٢٣]، ومأخذه تفسير القرآن بالقرآن، ويجوز أن يكون مأخذه التفسير بالمثال.
الوجه الرابع: علم اللَّه وعجائبه. ففي قوله تعالى:{أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}[الكهف: ١٠٩]، وقوله تعالى:{مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}[لقمان: ٢٧]، تقدم بيان أن العلم ليس هو الكلام وأن الكلام صفة لله تعالى على ما يليق بجلاله وأن مسمى الوجه هنا ما ذكره ابن الجوزي من قول ثان: إنه على ظاهره لأن كلام اللَّه لا ينفد. فهي صفة لله تعالى على ما يليق بجلاله.
وتم تأييد ذلك من قول ابن تيمية وابن عثيمين، ويكون مأخذه وصف الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الخامس: لا إله إلا اللَّه. ودل عليه قوله تعالى:{وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا}[التوبة: ٤٠]، ومأخذه التفسير بالمثال لأن لا إله إلا الله مثال من أمثلة كلمات الله تعالى الشرعية.
الوجه السادس: قوله " كن ". ودل عليه قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ}[النساء: ١٧١]، ومأخذه التفسير بالمثال لأن (كن) مثال من أمثلة كلمات الله تعالى الكونية.
وتقدم بيان أن كل هذه الأوجه خلا الوجه الرابع فهي أمثلة على كلمات الله تعالى الكونية أو الشرعية، وأما الوجه الرابع فالوجه متعلق بذات الكلمات وليس المراد منها؛ لذلك أُثبت التفسير الصحيح لها مع إغفال غيره من أقوال المفسرين.
وأما الوجه الذي هو: الدين. ففي قوله تعالى:{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنعام: ١١٥]، تقدم أنني لم أقف على من قال به وأن السياق يدل القرآن وتم ذكر من قال بالقرآن من السلف والمفسرين.