للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى على الأخيرة أي: مما يقابلهم، ويجوز أن يكون جمع قبيل قُبُل كقميص وقُمُص والمراد أن يأتيهم العذاب أنواعا (١).

[نتيجة الدراسة]

[تحصل من تلك الدراسة، صحة الوجوه الأربعة وهي]

الوجه الأول: الطاقة. ودل عليه بقوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} [النمل: ٣٧]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما أشار إليه ابن فارس.

الوجه الثاني: بمعنى " مع ". ودل عليه قوله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ} [الحاقة: ٩]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ والتقابل: أن يُقْبِلَ بعضُهم على بعض؛ إما بالذات وإما بالعناية كما أشار إليه الراغب الأصفهاني وابن عطية.

وتم التنبيه على القراءتين في الآية وأن مبنى الباب على قراءة (قِبَله) بكسر القاف وفتح الباء.

الوجه الثالث: النحو. ودل عليه قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة: ١٧٧]، ومأخذه التفسير بالمعنى المقارب؛ فالنحو قصد الشيئ (٢)، والقبل مواجهته له (٣)، وفي الآية قصد الجهة.

الوجه الرابع: المعاينة. ودل عليه قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} [الكهف: ٥٥]، ومأخذه التفسير بالمعنى المشهور للفظ في اللغة، فالعذاب مقابل لهم. (٤)، ويجوزأن يكون المأخذ تفسير الشيء بلازمه لأن من لوازم المقابلة المعاينة.

وتم التنبيه على القراءتين في الآية وأن مبنى الباب على قراءة (قِبَلا) بكسر القاف وفتح الباء.


(١) ينظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة ١/ ١٤٠٧، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٢٩، السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ص ٣٩٣، والحجة في القراءات السبع لابن خالوية ص ٢٢٦، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي ص ٣٦٨.
(٢) مقاييس اللغة ص ٩٨٠.
(٣) مقاييس اللغة ص ٨٤٢.
(٤) العين ٧٦٥، مقاييس اللغة ص ٨٤٢، ومفردات ألفاظ القرآن ص ٦٥٤.

<<  <   >  >>