للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التمهيد]

اختلف العلماء في المراد بالنظائر على قولين، بعد اتفاقهم على أن المراد بالوجوه الأسماء المشتركة؛ يدل على هذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فالوجوه في الأسماء المشتركة، والنظائر في الأسماء المتواطئة، وقد ظن بعض أصحابنا المصنفين في ذلك أن الوجو والنظائر جميعا في الأسماء المشتركة (١)، فهي نظائر باعتبار اللفظ، ووجوه باعتبار المعنى، وليس الأمر على ما قاله بل كلامهم صريح في ما قلناه لمن تأمله» (٢).

ولعل شيخ الإسلام يقصد بأصحابه؛ ابن الجوزي رحمهما الله، فهو حنبلي مثله إذ قال في كتابه: «واعلم أن معنى الوجوه والنظائر أن تكون الكلمة واحدة، ذُكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد، وحركة واحدة، وأريد بكل مكان معنى غير الآخر، وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الأخرى هو الوجوه.

فإذن النظائر: اسم للألفاظ، والوجوه: اسم للمعاني فهذا الأصل في وضع علم الوجوه والنظائر» (٣).

وليس من الضروري أن تكون الكلمة المشتركة على لفظ واحد وحركة واحدة كما هو رأي ابن الجوزي، لأن كتب الوجوه والنظائر جرت على استعمال اللفظة ومشتقاتها على السواء.


(١) وهو أن تكون اللفظة محتملة لمعنيين أو أكثر. (الصاحبي ص ٢٠٧).
(٢) الفتاوى ١٣/ ٢٧٦.
(٣) نزهة الأعين النواظر ص ٨٣.

<<  <   >  >>