للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «ثم كنت آتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يصلي، فيرد علي، فأتيته فسلمت عليه وهو يصلي فلم يرد علي، فلما سلم أشار إلى القوم، فقال: إن الله عز وجل يعني أحدث في الصلاة أن لا تكلموا إلا بذكر الله وما ينبغي لكم، وأن تقوموا لله قانتين» (١).

وأيده ابن حجر في الفتح فقال بعد ذكره لتبويب البخاري بأن القنوت الطاعة: «قوله باب {لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)} [البقرة: ٢٣٨].أي مطيعين. هو تفسير ابن مسعود، أخرجه ابن أبي حاتم، بإسناد صحيح، ونقله أيضا عن ابن عباس، وجماعة من التابعين، وذكر من وجه آخر عن بن عباس قال: قانتين: أي مصلين، وعن مجاهد قال: من القنوت الركوع، والخشوع، وطول القيام، وغض البصر، وخفض الجناح، والرهبة لله، وأصح ما دل عليه حديث الباب، وهو حديث زيد ابن أرقم، في أن المراد بالقنوت في الآية: السكوت وقد تقدم شرحه في أبواب العمل في الصلاة، من أواخر كتاب الصلاة، والمراد بها السكوت عن كلام الناس، لا مطلق الصمت، لأن الصلاة لا صمت فيها، فيها قرآن وذكر. والله أعلم» (٢)

وقال به من السلف: زيد بن أرقم، والسُّدي، وعكرمة، وابن زيد (٣)، ورجحه أبو حيَّان لحديث زيد ابن أرقم السابق.

- أن القنوت بمعنى الركود والخشوع في الصلاة: وبه قال مجاهد، والربيع. (٤)

- أن القنوت بمعنى الدعاء: وقال به ابن عباس. (٥)

- أن القنوت بمعنى الصلاة: وقال به ابن عمر، وابن عباس. (٦)


(١) أخرجه النسائي (كتاب السهو، باب الكلام في الصلاة، ٣/ ١٨، برقم ١٢٢٠) وأبو داود (كتاب الصلاة، باب رد السلام في الصلاة ١/ ١٩٩، برقم ٥٥٨)، والحديث أصله في الصحيحين بلفظ: «عن عبد الله رضي الله عنه قال ثم كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من ثم النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا وقال إن في الصلاة شغلا». عند البخاري برقم ١١٤١، ومسلم ٥٣٨.
(٢) فتح الباري ٨/ ١٩٩.
(٣) جامع البيان ٢/ ٧٥٣.
(٤) جامع البيان ٢/ ٧٥٤.
(٥) المرجع السابق نفسه.
(٦) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٢/ ٤٤٩.

<<  <   >  >>