للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال به من السلف: مجاهد (١) ومقاتل (٢).

ومن المفسرين: الواحدي، والنسفي (٣) ولم يذكرا غيره.

وحيث إن هذا الوجه مخالف لسياق الآية وللغة العربية فقد رده ابن القيم رحمه اللَّه من وجوه:

«أحدها: أن هذا جواب للكفار وتكذيب لهم لقولهم إن محمداً كذب على اللَّه وافترى عليه هذا القرآن فأجابهم بأحسن جواب، وهو أن اللَّه قادر لا يعجزه شيء، فلو كان كما تقولون لختم على قلبه فلا يمكنه أن يأتي بشيء منه.

الثاني: أن الربط على قلبه بالصبر على أذاهم لا يكون فيه رد لقولهم.

الثالث: أن الربط على قلب العبد لا يقال له ختم على قلبه، ولا يعرف هذا في عرف المخاطب، ولا لغة العرب ولا هو المعهود في القرآن.

الرابع: حيث يحكي سبحانه أقوالهم بأنه افتراه لا يجيبهم هذا الجواب، بل يجيبهم بأنه لو افتراه لم يملكوا له من اللَّه شيئاً بل كان يأخذه ولا يقدرون على تخليصه.

الخامس: أنه لا دلالة في سياق الآية على الصبر بوجه» (٤).

وفي الآية وجه آخر: وهو القول بالطبع.

وقال به من السلف قتادة والسُّدي (٥).

ومن المفسرين: ابن جرير، وابن كثير (٦).

وهذا هو القول الصحيح لموافقته السياق القرآني واللغة العربية ولتضمنه الرد على قول الكفار في أول الآية " أم يقولون افتراه ".

وأما الزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان (٧) فقد أوردوا المعنيين معاً.


(١) ذكره عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ٢٥.
(٢) ذكره عنه ابن الجوزي في زاد المسير ١٢٦٨.
(٣) الوجيز للواحدي ٢/ ٩٦٥. تفسير النسفي ٤/ ١٠٢.
(٤) التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص ١١٦.
(٥) جامع البيان لابن ٢٥/ ٣٥.
(٦) نفس المصدر السابق. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٤٩٨.
(٧) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٩٩. معالم التنزيل ص ١١٥٩. الكشاف ٤/ ٢٢٦. المحرر الوجيز ٥/ ١٣٤. الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ١٨. البحر المحيط ٩/ ٣٣٩.

<<  <   >  >>