للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ} [الكهف: ٨٢].

واختُلف في تحديد اسم هذه المدينة فقيل: الأيلة (١)، وقيل: أنطاكية (٢).

وذكر الأقوال أو بعضها من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).

وقال ابن حجر: «وشدة المباينة في ذلك تقتضي أن لا يوثق بشيء من ذلك» (٤).

وقال الشنقيطي: «ففي القرآن العظيم أشياء كثيرة لم يبينها الله لنا ولا رسوله ولم يثبت في بيانها شيء والبحث عنها لا طائل تحته ولا فائدة فيه.

وكثير من المفسرين يطنبون في ذكر الأقوال فيها، بدون علم ولا جدوى، ونحن نعرض عن مثل ذلك دائما؛ كلون كلب أصحاب الكهف؛ واسمه وكالبعض الذي ضرب به القتيل من بقرة بني إسرائيل، وكاسم الغلام الذي قتله الخضر، وأنكر عليه موسى قتله، وكخشب سفينة نوح من أي شجر هو، وكم طول السفينة وعرضها، وكم فيها من الطبقات، إلى غير ذلك مما لا فائدة في البحث عنه ولا دليل على التحقيق فيه» (٥).

وقال ابن عثيمين في تفسيره لآية الكهف هنا: «ولم يعين الله عز وجل القرية فلا حاجة إلى أن نبحث عن هذه القرية، بل نقول: قرية أبهمها الله فنبهمها» (٦).

وبهذا لا يثبت هذا الوجه، وتبقى الدينة على إبهامها.


(١) أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام (معجم البلدان ١/ ٢٩٢)
(٢) أنطاكية: من أشهر المدن والعواصم قديما بينها وبين حلب مسيرة يوم وليلة (معجم البلدان ج ١/ ٢٦٧).
(٣) معاني القرآن للفراء ٢/ ١٥٥. جامع البيان ١٦/ ٦. معاني القرآن للنحاس ٤/ ٢٧٢. معالم التنزيل ص ٧٨٧. الكشاف
٢/ ٦٨٨. المحرر الوجيز ٣/ ٥٣٣. الجامع لأحكام القرآن ١١/ ١١. البحر المحيط ٧/ ٢٠٩. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٢٣٥.
(٤) فتح الباري ٨/ ٤٢٠.
(٥) أضواء البيان ٣/ ٢٢٦.
(٦) تفسير القرآن الكريم، سورة الكهف ص ١١٨.

<<  <   >  >>