للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى كلام السلف يدل عليه؛ كقول أبي مجلز: «لا يظهروا علينا فيظنوا أنهم خير منا» (١)، ونحوه عن أبي الضحى (٢).

وتبع المفسرون السلف في ذلك: ومنهم: ابن جرير، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).

وللسلف في الآية قول آخر: لا تسلطهم علينا فيفتنوننا، وقال به مجاهد، وابن زيد، وليس بين قولي السلف تعارض بل كلاهما من قبيل التفسير بالمثال على الفتنة التي هي الاختبار؛ قال ابن جرير: «والصواب من القول في ذلك أن يقال إن القوم رغبوا إلى الله في أن يجيرهم من أن يكونوا محنة لقوم فرعون وبلاء، وكل ما كان من أمر كان لهم مصدة عن اتباع موسى والإقرار به، وبما جاءهم به فإنه لا شك أنه كان لهم فتنة وكان من أعظم الأمور لهم إبعادا من الإيمان بالله ورسوله» (٤).

الآية الثاني: قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: ٥].

وقال به من السلف: ابن عباس، وقتادة، ومجاهد (٥).

ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٦).

ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه تفسير الشيء بنتيجته لأن العبرة ناتجة من الافتتان.


(١) جامع البيان ١١/ ١٨٨.
(٢) هو: مسلم ابن صُبَيح الهمداني أبو الضُحى العطار الكوفي وثقه ابن معين وأبو زرعة مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة ١٠٠ هـ (التقريب ٥٣٠. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٣٧٥).
(٣) جامع البيان ١١/ ١٨٨. معاني القرآن للنحاس ٣/ ٣٠٩. معالم التنزيل ٦٠٧. الكشاف ٢/ ٣٤٦. المحرر الوجيز
٣/ ١٣٨. الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٢٣٧. البحر المحيط ٦/ ٩٦. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٥٠٦.
(٤) جامع البيان ١١/ ١٨٨.
(٥) جامع البيان ٢٨/ ٧٨.
(٦) جامع البيان ٢٨/ ٧٨. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ١٥٧. معالم التنزيل ١٣٠٣. الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ٣٩. البحر المحيط ٧/ ٤٥. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٦/ ١٨٧.

<<  <   >  >>