للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محدّثا، سمع الكثير وصنّف كتبا كثيرة. قال أبو يوسف القزوينىّ: صنّف في علوم القرآن أربعمائة ونيّفا وأربعين كتابا ليس فيها شىء من الحشو، وجمع فيها حسن العبارة وعلوّ الرواية. وفيها توفّى العلّامة أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس ابن محمد بن صول تكين الصّولىّ، الإمام المفتنّ المعروف بالصولىّ الشّطرنجىّ الكاتب، وكان صول من ملوك خراسان وجرجان؛ كان أحد علماء الفنون كالأدب وحسن المعرفة بأيّام الناس وطبقات الشعراء، واسع الرواية كثيرا لحفظ؛ صنّف كتاب" الأوراق" وكتاب" الوزراء" وغيرهما؛ وانتهى إليه علم الهندسة [و] الشّطرنج؛ ونادم جماعة من الخلفاء؛ وكان له نظم رائق؛ من ذلك قوله:

أحببت من أجله من كان يشبهه ... وكلّ شىء من المعشوق معشوق

حتّى حكيت بجسمى ما بمقلته ... كأنّ سقمى من جفنيه مسروق

وفيها توفّى محمد بن علىّ بن إسماعيل أبو بكر الشاشىّ القفّال الكبير أحد أئمة الشافعيّة، كان إماما فاضلا، وهو أوّل من ضنّف في الجدل، مات في صفر؛ قاله العلامة يوسف بن قزأوغلى. وذكر الذهبىّ وفاته في سنة خمس وستين وثلثمائة، وهو المشهور.

الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو الحسين أحمد ابن جعفر المنادىّ، وحاجب بن أحمد الطّوسىّ، وأبو العباس محمد بن أحمد «١» بن حمّاد الأثرم، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمىّ، وأبو علىّ محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميدانىّ «٢» ، وأبو طاهر محمد بن الحسين المحمّداباذىّ «٣» .